شهدت أسعار النفط ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، حيث ارتفع الخام الأميركي 3% بسبب توقف الإنتاج في ليبيا وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط. ويأتي توقف الإنتاج في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الليبية الشرقية، التي تقع في بنغازي، إغلاق إنتاج النفط وسط نزاع سياسي حول قيادة البنك المركزي. ويتزامن هذا التطور مع زيادة النشاط العسكري في المنطقة بعد تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله. وتتمتع ليبيا بمكانة هامة بوصفها واحدة من أكبر منتجي النفط وهو ما يعني أن صراعاتها الداخلية لها آثار كبيرة على أسواق النفط العالمية.
وقد يؤدي تعليق الإنتاج، الناجم عن الخلافات بين الحكومات المتنافسة في ليبيا، إلى تقييد إمدادات النفط العالمية بشكل كبير. وفي يوم الاثنين، بلغ سعر النفط الخام الأميركي ذروة 77.60 دولارًا للبرميل، مسجلاً أعلى سعر له منذ منتصف أغسطس. وتتصاعد حدة التوترات الجيوسياسية بسبب الأحداث الأخيرة الجارية على طول الحدود بين لبنان وإسرائيل، التي شهدت وقوع اشتباكات عسكرية. ورغم أن هذه الحوادث أثارت المخاوف، فإن التأثير الفوري على أسواق النفط يظل مدفوعاً في المقام الأول بانقطاع الإمدادات.
ويراقب المحللون الوضع عن كثب، مشيرين إلى أن أوروبا قد تزيد من وارداتها من النفط الصخري الأميركي لتعويض النقص في النفط الليبي. ومن المرجح أن يؤدي الوضع المتكشف في ليبيا والتعاطيات العسكرية المتقطعة في الشرق الأوسط إلى إبقاء أسعار النفط متقلبة على المدى القريب. ويشير خبراء السوق إلى أن الاضطرابات المستمرة والتوترات الإقليمية قد تحافظ على الضغط التصاعدي على أسعار النفط مع استمرار الاقتصاد العالمي في مراقبة هذه التطورات الرئيسية.