تهتم دولة الإمارات بدعم قطاعاتها الثقافية والمشروعات الفنية الهامة التي تهدف إلى توعية الشباب والأطفال، فهم عنوان المستقبل، ومن أبرزها المشروع الثقافي الكبير الذي تقوده إمارة الشارقة، ليس على مستوى الدولة والمنطقة وحسب، وإنما تتسع رؤيته ليكون ذا أبعاد عربية وعالمية وتتجلى إحدى ركائزه في الاهتمام بمعارف ووعي الأجيال الجديدة، إذ تكشف أجندة فعاليات الإمارة عن سلسلة فعاليات محلية ودولية تعنى بتقديم الفن للطفل وتعزيز فرصه في اكتشاف مواهبه وإدراك دوره في مسيرة الدولة.
ويبرز من بين هذه الفعاليات السنوية “مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب” الذي يحظى باهتمام مباشر من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، فالمهرجان أحد النماذج المتفردة في المشهد الثقافي العربي الذي يحتفي بسينما الصغار واليافعين والشباب ويفتح سنوياً أبوابه لاحتضان الموهوبين الإماراتيين والمقيمين في الدولة مع أقرانهم من نجوم وصناع السينما العالمية.
وحول الجهد والرؤية التي ينطلق منها المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “فن” والأهداف التي يسعى إليها وما يحققه انعقاده من تكامل مع الحراك الثقافي في الإمارة والدولة.. أكدت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي مديرة مؤسسة “فن”، أن مؤسسة “فن” تسعى إلى تنشئة جيل واعد من الفنانين والسينمائيين المبدعين والترويج للأعمال الفنية والأفلام الجديدة التي ينتجها الأطفال والناشئة من إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة وعرضها في المهرجانات السينمائية والمؤتمرات الدولية.. كما تهدف إلى دعم المواهب وتشجيعها من خلال المهرجانات والمؤتمرات وورش العمل على الصعيدين المحلي والدولي إضافة إلى توفير شبكة مترابطة من الشباب الموهوبين والواعدين وتمكينهم من تبادل التجارب والخبرات على نطاق عالمي وتشجيع عملهم في مجال الفن الإعلامي وصناعة السينما.
وعن رؤية مؤسسة “فن” تجاه السينما وتأثيرها في بناء أجيال واعية والاستثمار في طاقاتها.. أوضحت أن السينما ليست مجرد صناعة جامدة بل هي لغة بصرية تتطلب من القائمين عليها تحقيق توازن بين الجوانب التقنية والإنتاجية وبين رسالة الفن، من هنا اخترنا أن يكون مهرجان الشارقة السينمائي الدولي للأطفال والشباب ليس منصة لعرض الأفلام الجديدة وإنما منصة لإشراك الأطفال والشباب في خوض تجربة صناعة الأفلام التي تعبر عنهم. وأضافت: نؤمن أن السينما هي أحد أشكال الإبداع الأكثر تأثيراً في عملية التنمية وتنشئة الأجيال، لهذا تواصل “فن” مساعيها نحو تنمية الذائقة الفنية من خلال الإعداد الجيد والانتقاء المدروس للمنتج السينمائي.
أوضحت الشيخة جواهر بنت عبدالله القاسمي، أن سينما الطفل تحظى بمكانة خاصة في ظل مختلف الفنون والأنشطة الثقافية التي ترعاها إمارة الشارقة، حيث ساعدت البيئة الفنية النشطة على انتظام ونجاح دورات مهرجان الشارقة السينمائي للأطفال والشباب إلى جانب التطور المستمر الذي طرأ على دورتها من حيث نوعية الأفلام وغاياتها الهادفة.. لافتة إلى أن الحيز الكبير الذي تمنحه الشارقة للفن السابع يأتي ضمن خريطة أنشطتها بهدف دعم إنتاج سينمائي عربي.