ضمن خطة حكومة المملكة العربية السعودية لدعم البيئة وخلال عامين منذ إطلاق الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، لمبادرة السعودية الخضراء، شهدت السعودية تقدماً متسارعاً في هذا الملف من خلال إطلاق عدد من المشروعات الجديدة في مجالات الطاقة التي تسهم في غد أكثر استدامة، وكذلك تحقيق المركز الأول عربياً والعشرين عالمياً في خفض الكربون وتقليل الانبعاثات الضارة.
وأعلن ولي العهد في مارس للعام 2021 عن مبادرتي السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، اللتين سترسمان توجه المملكة والمنطقة في حماية الأرض والطبيعة ووضعها في خريطة طريق ذات معالم واضحة وطموحة وستسهمان بشكل قوي في تحقيق المستهدفات العالمية.
وكشفت وزارة الطاقة، مؤخراً، عن وجود عدة مشروعات وإنجازات في القطاع، والخاصة بهذا الملف، أبرزها، إطلاق 17 مشروعا جديدا للطاقة المتجددة بقدرة 13.76 غيغاواط لإزالة نحو 23.1 مليون طن مكافئ تقريباً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.
وأشارت وزارة الطاقة، إلى إطلاق أكبر مجمع في العالم لإنتاج الهيدروجين النظيف بقدرة إنتاجية تصل إلى 250 ألف طن سنوياً بحلول 2026.
كما أفصحت أيضا عن إطلاق المرحلة الأولى لأكبر مركز إقليمي لالتقاط ونقل وتخزين ثاني أكسيد الكربون في مدينة الجبيل الصناعية بطاقة استيعابية 9 ملايين طن سنوياً بحلول 2027، وبطاقة قصوى تصل إلى 44 مليون طن كل عام في 2035.
وقالت إنه خلال العامين شهدت المملكة تقدما عالميا في مؤشر المستقبل الأخضر، 10 مراكز، وهي الأولى عربياً، والترتيب الـ20 عالمياً في مؤشر خفض الانبعاثات، إلى جانب تصدر البلاد دولياً في نمو إنتاج الطاقة المتجددة.
وتواجه السعودية والمنطقة كثيرا من التحديات البيئية، مثل التصحر، الأمر الذي يشكل تهديدا اقتصاديا، حيث يقدر أن 13 مليار دولار تستنزف من العواصف الرملية كل عام، كما أن تلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري يقدر أنه قلص متوسط عمر المواطنين بمعدل عام ونصف.
وستعمل المبادرتان اللتان أطلقهما ولي العهد السعودي على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
وبين ولي العهد حينها، أن المبادرتين السعودية الخضراء، والشرق الأوسط الأخضر، ستتضمنان عدداً من المبادرات الطموحة، من أبرزها زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة خلال العقود القادمة، ما يعادل إعادة تأهيل 40 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة، ما يعني زيادة في المساحة المغطاة بالأشجار الحالية إلى 12 ضعفاً، تمثل إسهام البلاد بأكثر من 4 في المئة في تحقيق مستهدفات المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي والموائل الفطرية، و1 في المئة من المستهدف العالمي لزراعة تريليون شجرة.
وستركز المبادرات على رفع نسبة المناطق المحمية إلى أكثر من 30 في المئة من مساحة أراضيها التي تقدر بـ600 ألف كيلومتر مربع، لتتجاوز المستهدف العالمي الحالي بحماية 17 في المئة من أراضي كل دولة، إضافة إلى عدد من المبادرات لحماية البيئة البحرية والساحلية.
وتسعى مبادرة السعودية الخضراء إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4 في المئة من الإسهامات العالمية، وذلك من خلال مشروعات الطاقة المتجددة التي ستوفر 50 في المئة من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول 2030، وفي مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طن من الانبعاثات.